مؤسسة شروق تستضيف باحثة اوروبية وتساعدها في بحث بعنوان "مذاق فلسطين"

مؤسسة شروق تستضيف باحثة اوروبية وتعرفها على العادات والتقاليد الفلسطينية وطرق تحضير الطعام الفلسطيني


خلال زيارة باحثة أوروبية إلى فلسطين للتعرف على هذه البلاد المعروفة بجمالها زارت مخيم الدهيشة وتعرفت على العائلات الفلسطينية وعلى المأكولات الشعبية وعلى التراث الفلسطيني، حيث أكدت الأوروبية ستيفاني على جمال هولاء الناس الفلسطينيين واستطاعت بكرمهم بالتمييز بين الأطباق الفلسطينية وغيرها من الاطباق الاخرى.  


حيث جاءت واخبرتنا عن الأسئلة التي تراودها وهي: هل يزداد تمسك الشعب بعاداتهم وتقاليدهم في إعداد الطعام إذا كانوا تحت الاحتلال؟ ما هي عادات الفلسطينيين في إعداد الطعام؟ كيف طعم الأطباق الفلسطينية المعدة في المنزل؟ كيف أثر الاحتلال الإسرائيلي على العادات الفلسطينية في إعداد الطعام؟ هذه بعض من الأسئلة التي راودت ذهنها وأتت بها إلى فلسطين في صيف عام 2016 للإجابة عنها.

“ لقد كنت محظوظة خلال إقامتي في فلسطين لمدة ثلاثة شهور بأنني تعرفت على العائلات الفلسطينية وأمضيت وقتاً معهم لأدرك ما يميز الأطباق الفلسطينية عن غيرها من الأطباق. خلال زيارتي لمخيم الدهيشة عملت مع مؤسسة شروق للتعرف على الأطباق الفلسطينية ومعرفة طرق إعدادها. رحب بي كل من سكان المخيمات والقرى والمدن الفلسطينية وكانوا متعاونين معي في إعطائي وصفات الأطباق الفلسطينية و تشاركوا معي الحديث عن حياة الشعب الفلسطيني.


في أرض الزيتون والزعتر لعادات إعداد الطعام أهمية كبيرة. فالدبكة والموسيقى الشعبية والفنون والحرف والتطريز وصناعة الفخار والكوفية والأطباق الشعبية كالمقلوبة و المسخن والمنسف كلها جزء لا يتجزأ من الهوية الفلسطينية وثقافتها وتراثها. يفتخر الفلسطينيون بأطباق الطعام الخاصة بهم ويتحدثون عن ذلك كثيراً؛ فهم يتحدثون عن وصفات الأطباق الفلسطينية ومكوناتها وعادات تناولها وما يميزها. تتحدث الأجيال الأكبر سناً عادة عن أهمية الحفاظ على الأطباق الشعبية والعادات والتقاليد الفلسطينية خاصة وأنهم يشعرون بابتعاد الجيل الحالي عنها”.


وأوضحت بأن اللاجئون هم أكثر الفلسطينيون شعوراً بالحنين لأرضهم التي هجروا منها في النكبة الفلسطينية. فتهجيرهم من أرضهم قلب حياتهم رأساً على عقب وأثر كثيراً على تمسكهم بالعادات في إعداد الطعام.حيث قالت “أمضيت وقتاً مع عائلة في مخيم الدهيشة وعلمتني طريقة إعداد بعض الأطباق كالمقلوبة والفلافل والحمص وورق الدوالي والملوخية. تحدثت مع جميلة عن اختلاف أطباق الطعام اليوم عن الأطباق التي كانوا يعدونها في زكريا في مرحلة طفولتها، حيث أن جميلة أصلها من زكريا إحدى المناطق التي هجرت في نكبة عام 1948. أخبرتني جميلة بأن عائلتها في ذلك الوقت كانت مكتفية ذاتياً في إعدادها للطعام، فهم كانوا يزرعون الخضروات والفواكه ويربون الحيوانات لهذا كان كل ما يحتاجون شراءه هو فقط الأرز. وقالت بأن الناس قديماً كانوا يملكون بنية قوية ويتمتعون بصحة أفضل لأنهم كانوا يتناولون طعاماً صحياً. وقال أيضاً أن العديد من اللاجئين انتقلوا بعد تهجيرهم من قراهم إلى العيش في المخيمات مما أثر على الأطباق التي يعدونها ويأكلونها؛ فلم يعودوا يستطيعون زرع وقطف خضرواتهم وفاكهتهم كما كانوا يفعلون في السابق. وأضافت بأن الطعام قديماً كان صحياً أكثر لأنه كان يعد من مواد طبيعية وليس من مواد صناعية كما هو الحال في هذه الأيام. جميلة وعائلتها كانوا من الناس المحظوظين في المخيم لامتلاكهم مساحة يمكنهم الزراعة فيها، وكذلك هم يملكون قطعة من الأرض في منطقة تطل على أودية بتير الجميلة وتبعد هذه الأرض عن المخيم مسافة تستغرق 10 دقائق للوصول إليها. قال شعبان زوج جميلة والذي أصله أيضاً من زكريا بأن قطعة الأرض تلك تعني له كل شيء ففيها يشعر بالحرية. فزرع وقطف ثماره يذكره بقريته وحياته التي سلبت منه”.


“منذ انطلاقي في هذه المغامرة قبل ثلاثة أشهر وأنا أعتقد بأنني أعرف ما هو مذاق الأطباق الفلسطينية. خلال زياراتي السابقة لفلسطين جربت العديد من الأطباق الخاصة بهذه الدولة من الفتوش والحمص والفلافل والبابا غنوج والتبولة حتى المشاوي والزرب. لكن إعداد الطعام في المنزل كان تجربة مختلفة، لذلك كانت هذه الرحلة رحلة استكشافية مذهلة. من الطبيعي أن يفتخر كل شعب بعاداتهم في إعداد الطعام ويحاولون الحفاظ عليها. لكن الفلسطينيين يفعلون ذلك بضراوة تعجز الكلمات عن وصفها، وهذا الأمر قد يكون بسبب أن فكرة الهوية الفلسطينية تعتبر تهديداً للبعض. لكن بكل بساطة الأطباق الفلسطينية مميزة ورائعة، فكما قال لي أحد الأصدقاء من الخليل خطوتي القادمة هي إنشاء موقع يحتوي الوصفات التي تعلمتها والقصص التي رويت على مسامعي وأتمنى نشرها في كتاب. أتمنى أن يتعرف العالم من خلال ذلك ليس فقط على الأطباق الفلسطينية، بل ايضاً على حياة الشعب الفلسطيني في ظروف الاحتلال ونضالهم المستمر من أجل نيل الحرية وفهم تاريخهم وثقافتهم”.

وفي النهاية أكدت ستيفاني على مدى سعادتها خلال زيارتها لفلسطين، حيث أنهت الحديث قائلة  “أتقدم بجزيل الشكر لمؤسسة شروق وكل أصدقائي الفلسطينيين لدعمهم لي. لقد غادرتهم حاملة معي ذكريات لأفضل اللحظات التي عشتها في حياتي. زوروا مؤسسة شروق والدهيشة وبيت لحم وتذوقوا أطباقهم الفلسطينية”.










الشكل والتصميم