احياء رقمي في يوم الأرض والسبب كورونا

محمد اللحام- شروق، في تجربة هي الأولى من نوعها منذ عام 1976، أحيا الفلسطينيون الذكرى 44 ليوم الأرض الفلسطيني، ومن خلال مواقع التواصل الإجتماعية وتحت وسم #خليك_بالبيت"، أحترازاً لعدم الخروج من المنازل لعدم الإصابة بفايروس كورونا، في ظل إنتشار الفايروس في العديد من المدن والبلدات في فلسطين المحتلة وفي الداخل المحتل خصوصاً، ونتاب الفلسطينيون شعور بالغصة لعدم مقدرتهم أحياء الذكرى كما المعتاد بمسيرات ومظاهرات تجوب أرض الوطن، ومن المعروف عن الشعب الفلسطيني الذي يبتكر الوسائل المختلفة والمتنوعة لإيصال رسالته ومناهضة الاحتلال بشتي الطرق.

وسيحل مكان المظاهرات والمسيرات المعتادة فعاليات ستنطلق مساء يوم الذكرى منها رفع الأعلام الفلسطينية من شرفات وأسطح المنازل، وعبر مكبرات الصوت تشغيل أناشيد فلسطينية وثورية ومنها "موطني"، وتغير الصور الشخصية على مواقع التواصل لصور فلسطينية عن يوم الأرض، وإطلاق الكثير من الوسوم المختلفة لإحياء الذكرى.
ترجع قصة يوم الأرض إلى عام 1976، عندما أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في أراضي الداخل المحتل عام 1948 بمصادرة نحو 21 ألف دونم، لتنفيذ مخطط أطلقت عليه "تطوير الجليل"، حيث كان عبارة عن تهويد كامل للمنطقة، ما دفع الفلسطينيون في الداخل المحتل للانتفاضة ضد هذا المخطط أو المشروع.
ويذكر أن المشروع أخص أراضي بلدات عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد ومناطق أخرى من الجليل والمثلث والنقب، ولرد على هذا القرار اَنذاك تداعت لجنة الدفاع عن الأرض بتاريخ 1 فراير/شباط لعقد اجماع عاجل في مدينة الناصرة، وتخلل ذلك إعلان إضراب عام شامل في 30 مارس/اَذار من السنة نفسها احجاجاً على ما جرى، وبادرت قوات الاحتلال إلى الرد بشكل دموي وأطلقت النار بشكل عشوائي على المحتجين الفلسطينيين صبيحة يوم الإضراب ما أدى إلى ارتقاء ستة شهداء من الداخل المحتل وسقوط عشرات الجرحى.
والشهداء هم رأفت الزهيري (19عام)، طالب هندسية معمارية من رام الله، أصيب برصاص بشكل عشوائي خلال التحضير للمظاهرة في مدينة الطيبة، والشهيد محسن طه (15عام)، استشهد خلال مشاركته في المظاهرة التي شهدتها بلدة كفر كنا حيث أصيب برصاصة في رأسه، والشهيد رجا أبو ريا، استشهد في مدينة سخنين بعد خروجه وتحدي أمر حظر التجوال مع عدد من الشبان، والشهيدة خديجة شواهنة (23عام)، حيث استشهدت وهي تبحث عن أخيها الذي خرج في المظاهرات ظناً منها أن العدو لن يستهدف الفتيات ولكنها تلقت رصاصة في ظهرها بعد خطوات امام منزلها، والشهيد خضر خلايلة (27عام)، ارتقى مضرجاً بدمائة بعد اصابته برصاصة في رأسه بعد خروجه من المنزل لمساعدة امرأة كانت صرخ في الشارع قبل أن تتلقى رصاصة في بطنها أودتها شهيدة أيضاً، والشهيد خير ياسين، أستشهد خلال مظاهرة في قرية عرابة بنيران جنود الاحتلال بعد قمعهم لمسيرة دير حنا واستخدام الاسلحة النارية ضد المتظاهرين.
ومنذ ذلك اليوم من (30/اذار 1976)، ما فتىء الفلسطينيون في الداخل المحتل والشتات والضفة الغربية وقطاع غزة، ومعهم العرب والمتعاطفون الأجانب الا ويتم أحياء ذكرى يوم الأرض، لتجديد تشبثهم بأرضهم المحتلة، وبحقهم في العودة.

الشكل والتصميم